[[ ولادَةٌ مِنَ الخآصِرَة ]] ..
سَآخُذُ .. بِالنَّظْمِ إلى مَكَانٍ غَرِيْبا
وسَأبْنِي مِنَ الأبْيَاتِ صَدْرًا عَجِيْبا
وسَأكْسُرُ الصَّمْتَ مَهْمَا تَمَادِتِ
الأوْجَاسُ ما بَيْنَ عَجَزٍ رَجِيْبا
حتَّى وإنْ بَاتَ في النَّقْدِ ضَربٌ
أقَمْتُ بِالقَوْلِ سِحْرًا مَهِيْبا
وشَحَذْتُ من فُصُوُصِ اليرَاعِ شِذَارِي
كَفُتَاتِ المِسْكِ .. تِبْرًا رَطِيْبا
وكَعناقِيْدٍ .. من اليآسَمِينِ تدَلَّتْ
حتَّى تَدانى بها الفَوْعُ ريًّا وَطِيْبا
فأنا ذَاكَ الَّذِي كُنْتَ عليهِ تُلْقِي
في ذَاكَ الزَّمانِ سُخْطًا وعَيْبا
وأنا مَنْ كَانتِ الأوْهَامُ تُؤْوِي
في بَيْدآءِ حُلْمِي سَرابًا رّحِيْبا
وأنا ذَاكَ الخَجُولُ إذْ كُنْتُ يَوْمًا
تَحْتَ زنَابقِ الثَّلجِ جمْرًا حَطِيْبا
وأنا حِيْنَما .. إذْ كانَ ضَعْفِي
بُكَاءً يُرآقُ في الآمَاقِ صَبِيْبا
وأنا كطَيْرٍ على رفِّ الجَنَاحَاتِ كَسْرِي
في مَلاجئِ الحَرفِ يَتِيْمًا غَصِيْبا
حتَّى .. قَهْقَهَ العُذَّآلُ وصَارَتِ
الأضْغَانُ تُمارِسُ حِقْدًا رتِيْبا
فَمِنهُمُ من أدَارَ بِالجَاهِلاتِ ظّهْرًا
ومِنهُمُ من تَسَلَّقَ بالصَّهآتِ ركِيْبا
ومِنْهُُمُ مَنْ أتَى بِالخُذْلاتِ رَكْبًا
يَسُوقُ .. عليَّ قُبْحًا مُعِيْبا ..!!
ومِنْهُمُ مَنْ حَثَى بالهِجآءِ قَدْحًا
وانْدَثى ما بَيْنَ شَكٍّ مُرِيْبا
ومِنْهُمُ من أدانَ باِلخَفآءِ جَهْلِي
على تَرَادُفِ الضِّدِّ إِدْرَاكًا نَجِيْبَا
ولكِنِّي خَرَجْتُ من القُمْقَامِ قَسْرًا
وأشْعَلْتُ على فُوَّةِ الإِبْدَاعِ لَهِيْبا
بقلمي المتواضع/أحمد سالم