ولوْلا الخَوْفُ
رأيتُ الناسَ في وطني سُكارى
وليلُ الظلْمِ قد طرَدَ النهارَ
رأيتُ طِباعَهُم سَقطَتْ حضيضاً
وما وَجدوا لأنفُسهِمْ قَرارا
عليهمْ هَبّتِ الظلماءُ لمّا
رَضُوا بالذلِّ خوْفاً وانْكسارا
ولوْلا الخوفُ ما كُنّا قَطيعاً
منَ الغَوغاءِ يَرعاهُ النصارى
يرى الجبناءُ أنّ الخَوْفَ رُشْدٌ
ومنْ فَقدَ الهُدى أضْحى حِمارا
تَبَوّلَ فَوْقَ عَوْرَتِنا اليِهودُ
وأسْرُ القُدْسِ قاومَهُ الجدودُ
نُوَلْوِلُ كالعَجائِزِ لَيْسَ إلاّ
ولا غَضَبٌ تثورُ بِهِ الرُّدودُ
غدَوْنا في المحافِلِ كاليتامى
يُرَوِّضُنا كما شاءَ اليَهودُ
ألَمْ تَرَ حالنا أمْسى ذَميماً
وفوْقَ رُؤوسِنا جَثَمَ القُرودُ
سَيَشْتُمُ عَصْرَنا التّاريخُ شَتْماً
وتَبقى في مَعاصِمِنا القُيودُ
محمد الدبلي الفاطمي