recent
أخبار ساخنة

جاء دوري ..... للدكتورة. تغريد طالب الأشبال

الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق
………………… 
(جاء دوري)من ديواني(معتقل بلا قيود) 
……
ويلَتي قَد جاءَ دَوري 
قيلَ لي: أينَ مِدادَكْ؟
أينَ قِرطاسكَ يا هذا؟
فَقد جاءَ الشهودْ… 
هزَّني الخَوفُ
ـ كّأنَّ الصَوتَ مِسمارً
وَيُطرَقْ بِعَمودْ ـ
قُلتُ: ما عِندي،ولكِنْ
كُلُّ ما عِندي يَقينٌ
قَلمٌ يَكتبُ شِعراً
طاهِراً عِطراً يَجودْ… 
قيلَ: أُكتُبْ
:أينَ أَكتُبْ؟
ما سَأَكتُبْ؟
:قيلَ خُذْ شَقَّاً مِن الأكفانِ واكتُبْ
بِمِدادِ الرِيقِ
مُذْ بِدءِ الوجودْ… 
مُنذُ أنْ جِئتَ إلى' الكَونِ فَريداً
وإلى' أنْ جِئتَ فَرداً وَوحيداً… 
بينَ ميلادِكَ واليومَ
سَألناكَ فَوافينا الرُدودْ… 
قُلتُ: حاضِرْ
سَأُناظِرْ
فاسمَحوا لِي 
إنَّنِي عَبدٌ بِلا حَولَ
ولا قُوَّةَ،لكِنِّني أعرِفْ
أنَّ لي في العَيشِ مقدارٌ
وَلي أيضَا حِدودْ…  
وَضَعتنِي أُمِّي وَالتَكبيرُ يَملَأ أُذُني
أرضَعَتنِي الدِينَ لَقمَاً
هوَ إسلامٌ، مَسيحٌ وَيَهودْ… 
ثُمَ قالَتْ: 
إنَّما الدِينُ هوَ الإسلامُ عِندَ اللهِ
لا تُمسِي مَسيحاً
وحَذارِي وَلَدِي يَوماً تَهودْ… 
وخَشَيتُ اللهَ في سِرِّي
وإنِّي مُوقِنٌ 
إنِّي إلَيهِ سَأعودْ… 
أحمَدُ اللهَ كثيراً
في قِيامي والقُعودْ… 
ما عَمِلتُ السُوءَ يَوماً
أرتَجِي وَصلَ رسولَ اللهِ إنّي
أرتَجي مِنهُ لِيَشفَعَ لي بِجودْ… 
واحتَرمتُ الآلَ حتى' العِشقَ
تَطبيقاً لِتاريخِ المواثيقِ 
ودِستورِ العُهودْ… 
لَمْ أُسِئ لِلخَلقِ يَوماً
لَم أُنافِقْ
لَم أكُنْ نَمّامَ لَم أغتَبْ
ولَم أرقى' على' الأكتافِ 
حُبَّاً بِالصعودْ… 
كُلُّ ما أملِكُ قُرآناً
وقِرطاساً، مِداداً
وحَصيراً للسجودْ… 
فافعَلوا بِي ما يَراهُ اللهُ حَقِّي
فَبِحُكمِ اللهِ راضٍ
إنَّهُ ربٌّ رَحيمٌ
إنّّهُ ربٌّ رَؤوفٌ ووَدودْ… 
لَستُ بِالجَنّاتِ أطمَعْ
إنَّما أطمَعُ بالأمنِ
لِنَحيا بِأمانٍ،
وسلامٌ يَعتَلي الإسلامَ (يا ربِّ) 
لِيَرقى' ويَسودْ
google-playkhamsatmostaqltradent