الطبع غلاب
إنْ ماتَ الضميرُ بداخلنا
هيهاتَ أنْ يبعثَ من جديدٍ
لا ينبعُ الإحساسَ إلا من القلبِ
و إنْ تحجرَ القلبُ ماتَ الإحساسُ
كُلُّ الأشياءٍ تأتي بالفطرةِ
إلا الحب يولدُ بالصدفة
عتبي على نفوسٍ مريضةٌ
كم من معاركٍ بداخلهم تدورُ
و كم من الأوهامِ عليهمُ تسيطرُ
يظنونَ أنفسهمْ بفائزونَ إنما
هم بالنتيجةِ أولُ الخاسرونَ
الكرمُ و التضحيةُ بالفطرةِ يولدونَ
و الخيانةَ و العنجهيةَ تربةً و تعليماً
لا تعطي الأندالَ أكبرَ من حجمهم
مهما كبروا لن يراهمُ أحدُ
لا ترفعَ من شأنٍ القذرينَ مكاناً
عندما يتعالى يدهسكَ عمداً
أياكَ و معاشرةَ قليلُ الأصلِ
لأنَ الطبعَ بذاتهِ غلابُ
إنْ شعلتَ لهُ العشرةَ شمعاً
لنْ يكتفي بل سيسعى لحرقكَ
لا تسلمْ قلبكَ لمنْ ترعرعَ بينَ الأزقةِ
إنْ غبتَ عنهُ في حضنِ غيركَ تدفءَ
و إنْ جعلتهُ قوياً و منحتهُ ثقتكَ
سيغدرُ بكَ و يسعى لقتلكَ
حاور عقلكَ لا قلبكَ في خياراتكَ
العقلُ صائبُ و القلبُ دائماً نادمُ
و لا تندمْ على فراقِ خائنٍ
تحسبْ فيهِ ربكَ فهو الوكيلُ ...
الشاعر الدكتور جمال مصطفى ؟! .