بمناسبة اليوم العالمي للغتنا العربية
( في لغة الضاد )
رميتُ سِهامي واستبقتُ رُماتي
فإني لَمعتادٌ على الفلواتِ
وما كنتُ يوماً غيرَ فارسِ صهوةٍ
وليسَ كمثلي في الحياةِ بآتِ
أنا ابنُ الألى سادُوا بسِحرِ بلاغةٍ
وحرفٍ كحدّ السيفِ في الغزواتِ
تدينُ له الدنيا بإيماءةٍ وما
سواهُ على الأزمانِ شِبهُ لغاتِ
كأنَّ شحيحَ الهمسِ منهم سيوفُها
ترُدُّ على العُقبى جيوشَ عتاةِ
عن النابغِ الذبيانِ حَدِّث فإنهُ
له حُكمُ قَوّالٍ لكلِّ مؤاتِ
ولم يأتِهِ يوماً سوى النجمِ قد بدا
مُشعاً بفيضِ النورِ في الظُّلماتِ
ولا زال ركبُ الطامحين إلى العُلا
فيسبقُ ركباناً بكلّ أناةِ
ويسمو لواءٌ للعروبة ناصعٌ
يطرزهُ حرفٌ فريدُ ثباتِ
فكيفَ وقد أمضى الإلهُ رسالةً
أتَت ببديعٍ فوقَ كلِّ صفاتِ
وكيف وسحرُ الضادِ تمَّ بعِقدِهِ
فقرآنُه ذِكرٌ ونبعُ فراتِ
وقرآنُهُ دُرٌّ فإنْ رُمتَ دَرّهُ
ففي آيِهِ صَحوٌ بُعيدَ سُباتِ
ويا نعمَ نعمى من لسانِ عروبةٍ
تكرّمَ بالتنزيل والبركاتِ
بهِ حفظَ الرحمنُ روضَ لسانِنا
فيا نِعمَ سُقيا الضادِ ماءَ حياةِ
------------
جاسم الطائي