نُتاجِرُ في المَدارِسِ
صَديقُكَ في الحَياةُ هُوَ الكِتابُ
لِأَنَّهُ للعــقــــول هو الصَّـــــوابُ
صَداقَتُهُ انْطِلاقٌ نَحْوَ فَجْرٍ
صَباحُهُ في الوُجــــودِ هُوَ الجَــوابُ
وَمَنْ جَعَلَ الكِتابَ لَهُ صَديقاً
أُزيحَــــتْ مِنْ مَســيرَتِهِ الصِّعابُ
تُعَلِّمُنا القِراءَةُ كُلَّ شيْـــــــئٍ
وَمِــــنْ نَفَحاتِها وُلِـــدَ الكِـــــــتابُ
وَمَنْ هَجَرَ القِراءَةَ ماتَ حَيّاً
وَمَــــوْتُ الحَيِّ يَصْحَبُهُ الخَرابُ
أَرى أَنَّ الكِتابَ هُـــوَ الـدَّواءُ
لِمُجْتَـــمَعٍ أَلَــــمَّ بِهِ الشَّـــــقاءُ
وَمَنْ يَرْجو الخَلاصَ مِنَ التَّدَنِّي
إِلَيْــــهِ مُوَجَّــــــــهٌ هذا النِّداءُ
دَعَوْتُكَ يا شَبابُ فَهَلْ تُجِبْني
فَـــإنَّ الــدَّاءَ يَصْــــرعَهُ الدَّواءُ
تَعَطَّلَتِ القِراءةُ في بِـــــلادي
وَبِالغَـــوْغاءِ هاجَمنا الغَبــــاءُ
فَنَحْنُ اليَوْمَ كَالأَنْعامِ صِرْنا
وَما سَـــلِمَ الرِّجالُ ولا النِّـــساءُ
تَناسَلَ في مَواطِنِنا الفَســـادُ
وفي الظَّـــلْماءِ أَغْرَقَــــنا الرُّقادُ
وَتاهَتْ أُمَّتي تّيْهاً فَظـــــيعاً
فَشاعَ الجَهْـــلُ وانْهَزَمَ الرَّشـادُ
أَسأْنا للْكِتابِ وَنَحْنُ قَــــوْمٌ
إِلَيْنا الوَحْيُ أَرْسَلَـــهُ الجَــــــوادُ
فَكَيْفَ سَنَرْتَقي أَدباً وديناً
وَجَهْـــلُ المُسْلِمينَ هُوَ الكَســـادُ
تَناقَضَ كُلُّ شَيْئٍ عِنْدَ قَوْمي
وَفَـــوْقَ رُؤوسِنا جَثَمَ الفَــسادُ
تُباعُ لَنا الشَّواهِدُ بِالإِتاوَهْ
وَتُعْرَفُ عِـــنْدَ قَوْمــي بالحَـلاوَهْ
وَهذا ما عَمَّقَ الإِفْسادَ فينا
وَزادَ مِنَ التَّغَــلْغُلِ في الغَـــباوَه
وَما التَّزْويرُ في التَّعْليمِ إلاَّ
خَرابٌ في الطَّريقِ إلى الشَّــقاوَهْ
سَنَبْقى في مَواطِنِنا قَطيعاً
نُساقُ إلى الشَّـقاوَةِ بِالهَــراوَهْ
وتلك طَبائعُ الضُّعفاءِ منَّا
تَرَبَّوْا في الحياةِ على الإِتاوَهْ
نُتاجِرُ في المدارسِ بالنَّجاحِ
وَنَعْتَبِرُ الطَّلاح من الصَّـــــلاحِ
أَصابَتْنا المَفاسِدُ بِانْحِلالٍ
فَأَصْبَحَ في المَدارِسِ كالكُــسـاحِ
وما الإِرْشاءُ في التَّعْليمِ إِلاَّ
خَرابٌ في المَساءِ وفي الصَّـباحِ
فَعَلِّمْ ما اسْتَطَعْتَ وَكُنْ غَيوراً
فَإنَّ الجَهْلَ يَأْمُرُ بِالسِّـــفاحِ
وَطَوِّرْ ما اكْتَسَبْـــتَهُ بِالتَّرَقِّي
لِتَسْعَدَ في حَياتِكَ بِالفَـــــلاحِ
أُمِرْنا بِالقراءةِ والأَدَبْ
كما فَعَلَ الجُدودُ منَ العَـــرَبْ
وَأَمْرُ الله في القُرْآنِ فَرْضٌ
لِمَنْ يَرْجو النَّجاةَ مِنَ الغَضَبْ
وَمَنْ جعَلَ الضّلالَ لهُ سبيلاً
سُيُلْقى في جَهَنَّمَ كالحَـطَــبْ
كَذلِكَ قالَ رَبُّ النَّاسِ ضَرْباُ
مِنَ الأَمْثالِ فَاتَّضَحَ الطَّــلَبْ
أَلا ثوروا على الغَوْغاءِ حَتَّى
نُصَحِّحَ بِالقِراءَةِ ما انْقَــــلَبْ
تُمَكِّنُنا القِراءَةُ في الحَياةِ
مِنَ الأَمَلِ المُـــعَبَّدِ بِالنَّجاةِ
وَقَدْرُ الجِدِّ في المَسْعى دَليلٌ
بِهِ الإنْسانُ يَسْعَدُ في الحــياةِ
كِتابٌ فيهِ عِلْمٌ خَيْرُ كَسْبٍ
وَجَهْلُ النَّاسِ أَشْبَهُ بِالمَــــماتِ
وَمَنْ حُرِمَ القِراءَةَ ظَلَّ أَعْمى
عَديمَ العَقْلِ مُتَّسِخَ الصِّفاتِ
فَغَيِّرْ بِالقِراءةِ مُسْتَعينا
لِتُسْهِمَ في مُقاوَمَةِ الطُّغــــاةِ
بقلم:محمد الدبلي الفاطمي