( من عظات بني الحيوان)
لمحمودمطر
مشى الأسد فرآه البغل منتشيا فقال يا مليكي
لاتغترفالأرض مرجعهاإلى الله وانظر إلى الآتي
أعرض الأسد عن البغل وسار يعدل بلبدته وقال
يابغل أناالمليك ومن ضاهانى يابغل في علياتي
ألا ترى أن السباع كلهاحولي والأرض كلها ملكي
فلا يابغل تتهاون وامثالك ولا تثر في عداواتي
يابغل هذي السباع بإشارة مني تجعلك وقومك
في لحظةطعماشهيا فلاتضع لي يابغل بأوقاتي
أعرض البغل لما رأى إعراض مليكه عنه ووضع
فمه بالمذودوقال يارب ارفع لك ذلي وشكاياتي
وعلى القرب كانت. قرود الغاب تحتفل وأعدت
سامراعجزبوصفه قلمي وعجزت عنه رواياتي
وكانت القرود قد حفرت حولها بئرا وموهته
بالأعشاب وما مثله في التغرير كان بحياتي
مرت الأسود فأرادت أن تطفئ الأفراح لكن في
بئره سقطت وغار في البئر الظالم العاتي
واستبدل المليك زئيره ضغيبا ونباحا كالكلب
فآمنت أن الله لايغفل وإن غفلوا عن نداءاتي
مر الحمار فوجدالأسد مكلوبا ومكلومافقال يا
أسيد ذق كم يا أسيد كم. زدت في شقاياتي
ومر ابو الحصين فوقف منتشيا و قال يا أسيد
أين لبدتك حتى أجزيها ضربي وبولي ولعناتي
ظل الأسد ينبح كالكلب وكلما مر عليه حيوان
بال عليه والبغل قال سأجزيه رفسي وخرياتي
فلكم نصحت هذا الواطئ لكنه غوى ما انتصح
أبدا وما ارعوى للنصح و ما أبدا سمع لعظاتي
صهل الحمار لما رأى مليكه و الأبوال غطته و
قال ذق فما يوم في المأساة هممت لأساتي
وتفرق السبع من حوله قفزا وكل منهم صراخه
يعلوويسأل الأسد اين يا كلب هربي ومنجاتي
وقف الهدهدوكان بمقربة وقال بحكمته ولكم
نصحته فأعرض عني و ما أخذ حتى بوصاتي
فبكلامي انتصحت به سبأوأتت سليمان صاغرة
ولما آمنت صارت مع سليمان لي كمولاتي
لكنني عهدت هذا المردى. يرضع لبان الخنازير
لذا ما نفعت. معه حكمي ونصحي أو وصياتي
وهذا دأبهم منذما عاد ما عادوا لرشدهم ابدا بل
اغتروا وما أنفذوا لي عهدا وما أوفوا بميقاتي
لكن لابد العادل الرب قاصمهم فليتهم عبروا
ماحولهم لكنهم ما زادوا إلا لي قهري ومأساتي
محمودمطر