الى زوجي وفقيد قلبي رحمه الله
... سهامُ النّوى ...
وعيني أجملُ منك لم ترَ
وقلبي غيرُك ما هـــوى
والفؤادُ على حبّكَ استقامَ
فحبُّكَ كجَنينٍ بجوْفي نما
وهــيامُك أضْــحكَ أيّــامي
وفي الشّرايين كالدّمِ سـرى
والرُّوحُ طابتْ بك والحياةُ
والوتينُ من عينيكَ ارْتوى
يا حناناً وعطفاً غمرَ الكوْنَ
وأمــاناً بين مـرارةِ النّــوى
عمري قبلك كان كــابوساً
فـكنْتَ أنتَ لحـياتي الهــنا
رحلْتَ عنّي فأسْقاني زماني
لهــيبَ الفــراقِ بـعد الـرّدى
وباتت كلُّ الأماني مــبتورةٌ
والأحلامُ أحرقها نارُ اللّظى
والفــقْدُ أذاق الرّوحَ كــأساً
حـــنظلاً في لــيلِ الدُّجــى
وسهْمُ الفراقِ مزّق أوصالي
ولِأَشــجاني المـتهالكةِ بَــرى
وغَــدتْ نــفسي تتــسوّلُ في
دروبِ الأحــلامِ فُــتاتَ اللّـقى
أغــفو والذّكــرياتُ وسـادتي
ويــعلو من الأنــينِ الصّــدى
وأصْــحو بـشوْقٍ يــجتاحُني
نــحيبُه يــحلّقُ في المَـــدى
وَهَمْسُ البلابلِ في مَـسْمعي
تـغرّدُ بـاكيةً تـرتدي الأسـى
وعيْنايَ ابْيضّتْ حزناً تفتّشُ
عــنك في وجــوهِ الــورى
فــرِفْقاً بـي يــا فــقيدي، إنّ
أيّـامي تـحت حـجرِ الرّحى
وقاربُ العمرِ أصابَه العطبَ
عـلى شـاطئ الأحـزانِ رسـا
وأبـحثُ عن وجـهِكَ الوضّـاءِ
وفـي القـلبِ استـعر الجَــوى
يــا أجــملَ وجــهٍ وأطـــهرَ
قــلبٍ تـزيّن بالحـبِّ والتّــقى
رثَتْك القلــوبَ قبلَ الحـناجرِ
والقلـــمُ قــبلَ البــشرِ بــكى
أناديكَ يا حبيب الرّوحِ فهلاّ
تسمعني، وقد الْتحفْتَ الثّرى
إنّ الشّــوقَ يــقتلُني، وقــلبي
المكلومِ لِوِشاحِ الموتِ ارْتدى
وإنّي صـابرةٌ رغـم مصــابي
فالمـولى قــدّر وأمــرُه قــضى
وإنّي عـلى وعــدِك وعــهدِك
ســائــرةٌ عـلى ذاتِ الخُــطى
وأمــلي أن يــكون لنــا فـي
جـنّةِ الرحمنِ موعدٌ ومُـلتقى
بقلمي/ بيسان مرعي