إعْصارُ نارٍ
خُذوا المواعِظَ والأمْثالَ والعِبَرا
هذا المُهَيْمِنُ بالأقْدارِ قدْ أمَرا
هبَّ الصّريمُ بِنارٍ لا لها مَثَلٌ
فأحْرقَ النّاسَ والبُنيانَ والشّجرا
والنّارُ ألْسِنَةٌ يَقْتادُها لَهَبٌ
بالرُّعْبِ زَمْجَرَ لا يُبقي لهمْ أثرا
هذا حَصيدُ مَنِ اسْتَعْلى بِغَطْرَسَةٍ
وظَنّ أنّهُ عنْ جَهْلٍ قَدِ انْْتَصَرا
فانْظُرْ إلى سَطْوَةِ الجَبّارِ كيْفَ أتَتْ
وكيْفَ يَهْزِمُ مَنْ بالوَحْيِ قدْ كَفرا
إعْصارُ نارٍ بهِ الطّاغي قدِ احْتَرَقا
عليهِ الريحُ والبلْوى قدِ اتّفقا
أمسى الخرابُ بما هَبّتْ شَرارَتُهُ
عُنوانَ كارِثَةٍ فاقتْ لِما سَبقا
كأنّها صَرْصْرٌ بالنّارِ مُنْدَفِعٌ
والجَمْرُ يَرْجُمُ بالنيرانِ ما احْتَرَقا
هذا بلاغٌ إلى الطّاغوتِ يُخْبِرُهُ
أنّ الحكيمَ بما أوْحاهُ قدْ صَدَقا
يَجْري القضاءُ بما الجَبّارُ أصْدَرَهُ
سُبْحانَ رَبّي بما أعْطى وما خلَقا
هذا المُهَيْنُ لا يَخْفى على أحَدِ
ربُّ الخَلائِقِ لمْ يولَدْ ولمْ يَلِدِ
يُعْطي ويَقْدرُ في تَقْواهُ مَغْفِرةٌ
تباركَ اللهُ في الأدْنى وفي البُعُدِ
سُبْحانَهُ اللهُ والرّحْمانُ رَحْمَتُهُ
ولَيْسَ يُشْبِهُ ربّ النّاسِ مِنْ أحَدِ
آياتُ ربّي بِها الأقْدارُ قدْ نَطَقتْ
لِيُدْرِكَ الناسُ أنّ النّصْرَ للصَّمَدِ
تَسْمو النُّفوسُ بِحُبِّ الله طائِعَةً
وذو اللّطائفِ حَفَّ العَقْلَ بالرّشَدِ
محمد الدبلي الفاطمي