الذوق والجمال
زارني طيف في السحر
خجولا اَطَل بغتة كخريف لا يُنتَظر
وسألني شوقا سؤالا يَحَار معه الفكر والنوم والهجر
اذا مات الذوق فهل تستقيم الحياة مع الحجر ؟
الذوق لَبوس وليس صنعا من البشر
وغيابه سيان والكَدَر
يموت الوجود ، والوجدان يتحول الى نخل مُنقعر
فالخراب والدمار يسودان والموت ينتظر
عندها تطمس قيتارة الحياة وشغف عيش كل وَطر
فيهيم بعد ذلك كل الشجر والحجر
تسقط الاوراق من شجرها ويضحى غورا ماء كل ينبوع منفجر
ويتحول الجمال الى نغم بارد فلا نشوة ولا وتر
والقمر يكفكف دموعه عن عشق الليل والقدر
والشمس تغيب حيت لا تشرق ثانية ولا مَفر
و الضياء يرفض نغمات زرياب وصعيق الوتر
والعشق من هَول الصدمة يلجأ الى الحنين والمطر
والى السنبلات الخضر
فرارا ممن قد نصب نفسه اِكليلا وعنتر
لكن هيهات فالحق باق ما بقي الذوق والزمان والنظر
والزيتون والتين محراب الذوق لأنهما قدر
والجُبن والحقد شيمة كل خاين سيصلى صقر
والموت يترصدك ، حيت لا ينفعك هروب او جُدُر
والتوافه سيسقطهم سهم الذوق مهما تَحَلو بالحيطة والحذر
دموع الثكالى والاطفال ذوق كرصاص منهمر
ويحك !! اين المفر
لا يموت الشرف الرفيع اذا كان ذوقا وغزارة مَطر
لقد بِعت هويتك و عِرضك وخُنت القدر
كلا لا وزر ،الى ربك المستقر
عندها الحساب ، حيت لا تجدي سلطة ولا عقود غَرَر
ايها الاموات فوق الارض لقد مات ضميركم وأضحى حجر
فلا دموع اُذرفت ولا قافية سطرت لموت ذوق البشر
وحتما ستعود النجوم والابتسامة ، فلا احد يعاكس القدر
لقد حكم الزمان والتاريخ بان لا يترمٌَل الرجاء والمطر
وستشرق الشمس ، ولن يافل القمر
والسنابل الخضر ستشق طريقها في الموج و الحَجر
وينبع ماؤها من جديد ، فموتوا بغيضكم ومن كَدر
فالماضي من الزمان تولى ، والثاير منتصر
كلا لا وزر الى ربك المستقر
انا الذوق الرفيع
انا الجَمال
انا الياسمين ، انا الكَرز والوَقار
انا القلم السلام ، لا السيف البتار
فالذوق مِحراب نسكي وهو السكون والقمر
هو هندوسُ الحرف العربي والقَطر والقطار
وما من طاير اِلا بجناح الذوق يطير
وامواج البحر وبه السفن تمخر
فلا وكلا ما سقطت حياة في صحراء ولا دير
اذا كان الذوق خشوعها والشفع والوِتر
ترانيم الصلوات والبِيع تشدو نواقصها وذوقا تقطر
والمساجد في دار السلام تصدح مهللة الله اكبر
الله أكبر
الله اكبر
الله غالب
عبدالسلام اضريف