رسالة لم أقرأها بعد…
سيدتي،
أتَذكُرين…؟
سألتني عيناكِ يومًا عمَّا يخطُّه فؤادي لكِ من عباراتِ الغزل،
فكيف أُجيبكِ والكلماتُ تتساقطُ خجلاً أمامَ روعةِ نظراتِكِ؟
وكيف أردُّ عليها وقلبي الصغير
يتلوّى بينَ الحبِّ والمجاز،
كطيفٍ يرقصُ
في حضرةِ
القمر؟
سيدتي،
أنتِ مَن أشعلَ النارَ في الرمادِ وأيقظَ الحروفَ من سباتِها،
كيف لي أن أشرحَ لكِ
أنَّ كلَّ ما يصلني
منكِ يرتجلُ
قصيدة؟
كلُّ كلمةٍ منكِ هي
بحرٌ أمواجُه من
الشجن،
وكلُّ مجازٍ تُعبِّرين عنهُ
هو لوحةٌ لا تعرفُ
للنسيانِ
طريقاً
دعيني أتمددُ
في ظلالِ قصيدتِكِ،
وأُعيدُ ترتيبَ ممرّاتِ مجرّاتِكِ
التي أعادتني إلى عوالمَ لم أزرها أبدًا.
دعيني أقرأُ في فنجانِكِ حكاياتِ الشغف،
وأشربُ من نارِكِ المعتّقة
حتّى أذوبَ فيها
وَلَهًا
أنتِ لستِ مجرّد سيّدةٍ كباقي السيّدات،
بل أميرةُ الحروفِ وملكةُ المجاز،
ولا أملكُ إلّا أن أخلعَ معطفَ كلماتي
وأقفَ صامتًا أمامَ ما خطّتْهُ
عيناكِ من مُعلّقات
فاقبلي من هامتي الانحناءَ
ومن شفتيَّ تقبيلَ وجدِكِ الأخّاذ
طوني كوبل