... دعوني أحلم ...
دعوني أحلمُ بعالمٍ ليس
فيه رياء
ودعوا أجنحةَ حلمي
تعانقُ السماء
دعوني أمتطي بساطَ
الحلمِ والرجاء
فأحلّقُ وأطلقُ صرختي
في الأرجاء
في عالمٍ ليس فيه نفاق
ومصالحَ عمياء
وعدلٌ يروي ظمأ المظلومِ
كعذْبِ الماء
وتحت جناحيه الأميرُ
والفقيرُ سواء
دعوني أحلمُ بالمدينة
الفاضلة الغرّاء
مدينةً تلفظُ الطغاة
والأعداء
مدينةً عاقراً عن ولادةِ
الجبناء
فلا تحملُ في رحمها
إلا الأوفياء
وتلدُ رجالاً يقطفون
نجومَ العلياء
وقلوباً تزيّنت بالمحبّة
والودّ والإخاء
وأمةً كالجسدِ الواحدِ في
السرّاء والضرّاء
فدعوني أحلمُ بهذا
العالم الوضّاء
لعلّ حلمي يكون
لي عزاء
بين تلاطُمِ أمواجِ التّعب
والشّقاء
وأيامٍ غرقتْ بطوفانٍ من
الدّموعِ والبكاء
دعوني أحلمُ فكم حلمٍ
ضاعَ هباء
وكم من الأماني نتسوّلها
باستجداء
وكم من الآمالِ انصهرتْ
بالفضاء
دعوا غيثَ أحلامي ينهمرُ
كمطرِ الشّتاء
علّه يحيي قلوباً قاحلةً
كالصّحراء
دعوني أحلم فالظلمُ
باتَ وباء
يفتكُ ويقتلُ أحلامَ
الضّعفاء
دعوني أحلمُ وأصرخُ
وأجهرُ بالنّداء
فقد سئمنا الحروبَ بين
الأشّقاء
التي مزّقتْ أوطانَنا إلى
أشلاء
ودعوني أعزفُ على قيثارةِ
الأحلامِ البيضاء
لحنَ الحرّيةِ والكرامةِ
والعزِّ والإباء
بقلمي/ بيسان مرعي