بيعتْ حَضارَتُنا
خذوا السلاسةَ منْ إعْرابِنا طَربا
واسْْتَمْتِعوا بِرَفيعِ القَوْلِ مُنْتَخَبا
لاحَتْ منَ الأُفُقِ الماضي حَضارَتُنا
والمَجْدُ يَبْرزُ في الأطْلالِ مُنْتَصِبا
مَرّتْ بِقلْعَتِهِ الأحْقابُ فانْدَثَرتْ
ولا يَزالُ صدى الماضي لها لَقباً
إنّي عَشِقْتُ لِسانَ الضّادِ منْ صِغَري
فكانَ أُمّاً وكانَ العِلْمَ والأدبا
لسانُ قومي بِذِكْرِ الله أرْشَدنا
لِنَهْجُرَ الغِشَّ والبُهْتانَ والكَذبا
رُدُّوا الحياةَ إلى الإنْسانِ يا عَربُ
إنّ الرّجالَ مِنَ الأوْطانِ قدْ هَربوا
بيعَتْ حَضارَتُنا للْهودِ في زَمَنٍ
شاعَ البَغاءُ وسادَ الرّقْصُ والطَرَبُ
تَبْكي أصالَتُنا حُزْناً وحَقَّ لَها
فالأهْلُ في الوَطَنِ المَنْفي قدِ اغْتَرَبوا
مازالَ يَرْنو إلى الآفاقِ دَيْدَنُنا
والأُمُّ تَحْلُمُ والأيّامُ تَقْتَرِبُ
سَيرْحَلُ اللّيْلُ عِنْدَ الفَجْرِ مُنْهَزِماً
والجَهْلُ تَطْرُدُهُ الأقْلامُ والكُتُبُ
محمد الدبلي الفاطمي