"أنشودة الجمال"
أيا زهرةً في بستان الهوى
أنتِ النسيمُ، وأنتِ ضوءُ القمر
في كل لحظةٍ يزهرُ شوقٌ
وفي القلبِ نغمةٌ تندثر
ما قيمةُ الحياةِ إن لم تكوني
في قلبي، نارُ الشوقِ تُشعلُ الأثر
ليلٌ ونهارٌ، ونجومٌ تتلألأ
وكلُّ سحرٍ يعلو، يُزهرُ في الحذر
كي تكوني الوردَ، سيدتي،
قد أضاءت النجومُ، وأظهرتِ الفخر
وتشعشعت من عينيكِ بارقةٌ
ضوءٌ يضيءُ، ويُشعلُ الصدر
وتضوعت الأزهارُ بعبيركِ
عطراً ينسابُ في الفضاءِ كالعطر
وأطلَّ في الأفقِ نورُ وجهكِ
فتدفقت بقدومكِ البشرى، والزهر
من أي سحرٍ جئتِ، يا غالية؟
من أيّ دربٍ في العشقِ قد نَفَرَ
من أي حكايةٍ قد سطرتِ
من أي شوقٍ في القلبِ قد ضمَرَ
من أي حورٍ أنتِ، يا سيدتي؟
حتى أذنتِ للحسنِ أن يزهر
من أي نورٍ جئتِ، يا عزيزتي؟
حتى نشرتِ النورَ، وانتشر
إني أرى في عينيكِ عالمًا
مدَّ لي جسراً، وشوقاً لم يزهر
شعرُكِ المتموجُ كأمواجِ البحر
يُغازلكِ النسيمُ، في ثوبِكِ الزهر
وابتسامتُكِ كالشمسِ تشرقُ
تُضيءُ كلَّ دربٍ، وتُشعلُ السهر
فأنتِ الجمالُ، أيا روحَ قلبي
وأنتِ النبضُ في عروقِ السهر
أيا عذوبةً في كلِّ لحظةٍ
تجعلينَ الدنيا في الهوى تثمر
أيا زهرةَ العمر، في بستانِ الوجود
تُزهِرينَ بالحبِّ، وتُعطرينَ الوجود
تحت سماءِ العشقِ، ترفرفُ الأماني
وفي قلبي ترقصُ الألحانُ كالأغاني
كم أشتاقُ لضحكتكِ،
تسري بينَ الهمس
كأنها نغمةٌ تُبثُّ في قلبِ المس
عيناكِ مرآةٌ، تُظهرُ أسرارَ الدهر
تُعيدُ لي الأملَ، وتُحيي كُلَّ مَهر
يا سيدةَ الحلمِ، أكتبُ حروفَ الغرام
في كلِّ سطرٍ، يتجلى شوقُ الأيام
كم من ليالٍ سهرنا، تحت ضوءِ القمر
أحاديثُ القلبِ، تروي قصصَ العِطر
أنتِ المرسى، في بحرِ الشوقِ المضطرب تجعلينَ الدروبَ،
تضيءُ كالشمسِ الغالب
في لحظةِ اللقاءِ، يزهرُ الوردُ في الفؤاد
وتُنسجينَ الأملَ، بخيوطِ الإبداع
فأنتِ النورُ الذي يُضيءُ ليلي الحالك
وأنتِ السحرُ الذي يُلهبُ القلبَ العاطل
يا من تُضيئينَ كلَّ زاويةٍ في الحياة
أنتِ الحلمُ،
وأنتِ، في كلِّ لحظةٍ، النبضُ
أيا روحَ قلبي، يا سرَّ الفرحِ العميم
أنتِ أغنيتي، وفي دمي تسري كالماءِ
فلا تحرمي روحي، من شذى وجودكِ
ففيكِ الهدى، وفيكِ، أرى الحياةَ الحلوة
إني أرى في عينيكِ عالماً مُشرقاً
يبني جسورَ الحبِّ، ويُعيدُ لي الأملَ
فابقَيْ معي، يا غالية، يا عذوبةَ الأنس
لنكتبَ سويًّا، قصةَ حبٍّ لا تنتهي أبداً.
أيا نجمَ قلبي، تُضيءُ ليلي الحالك
في دروبِ الشوقِ، تسرينَ كالعاطل
تتراقصُ الأماني، حولَكِ كالأغصان
وفي كلِّ لحظةٍ، تُزهرينَ كالألوان
أنتِ الفرحُ، في زوايا قلبي المُتعب
تُعيدينَ لي الأملَ، رغمَ ألفِ كرب
كلماتُكِ مرسى، في بحرِ الحُبِّ العميق
تُسافرينَ بقلبي، إلى عالمٍ رقيق
يا شمسَ أيامي، تُشرقينَ بلا انقطاع
تُذيبينَ الجليدَ، وتنيرينَ المسار
أنتِ الزهرُ، في حقلِ الذكريات العذبة
تُعطرينَ اللحظاتِ، بعبيرٍ مُحبب
كم أُحبُّ حديثَكِ، يُغنّي في الأرجاء
كأنّه طيفٌ، يسردُ قصةَ الوفاء
فلتبقَيْ معي، في كلِّ خطوةٍ قادمة
فأنتِ الروحُ، وأنتِ، في القلبِ المُتنامة
أيا لحنَ الفرح، يُعزفُ في الفضاء
تُحيينَ لياليَّ، وتُذيبينَ الشقاء
فلا تحرمي روحي، من لمسةٍ حانية
فأنتِ الحياةُ، وأنتِ كلُّ الأماني.
بقلمي الشريف د حسن ذياب
الخطيب الحسني الهاشمي