ساءتْ طَبائِعُنا
أطْيافُ ذاكِرتي تأتي وتنْسَحِبُ
والذّكْرياتُ بها الأشْواقُ تَلْتَهِبُ
مضى عليْها منَ الأزمانِ ما شَهِدَتْ
فأدْرْكَتْ أنَّ يَوْمَ اللّحْدِ يقْتَرِبُ
ولمْ تَجِدْ مَهْرباً إلاّ إلى مَلِكِ
إلَيْهِ مَرْجِعُنا حَتْماً كما يَجِبُ
وكلُّ شيْئٍ سَيَفْنى عِنْدَ مَوْعِدِهِ
واللهُ باقٍ فلا مَنْجىً ولا هَربُ
فاعْملْ بِنَفْسِكَ ما يُرْضيكَ يوْمئِذٍ
واخْشَ الحِسابَ وما تَلْقاهُ يَرْتَقِبُ
متى النُّفوسُ عنِ الأدْنى سَتَبْتَعِدُ
متى العُقولُ بما يُجْدي سَتَجْتَهِدُ
ساءتْ طَبائِعُنا قَلْباً بِقالَبِها
فأنْجَبَتْ بَشَراً في طبْعِهِ الحَسَدُ
وهذهِ الآفّةُ العَمْياءُ قدْ كَثُرتْ
فأصْبَحَتْ عُمْلَةً في الحِقْدِ تُعْتَمَدُ
إنّ الحَسودَ بِعَيْبِ الغَيْرِ مُنْشَغِلٌ
بِئْسَ السُّلوكُ خزاهُ الواحِدُ الأحَدُ
لا تَمْتَطِ الشّرَّ فالعَلاّمُ يَرْقُبُنا
ولا تَكُنْ بَشَراً يَغْتابُ مُؤْتَفِكاً
فالرُّوحُ يَعْصِفُ باسْتِقْرارِها النَّكَدُ
محمد الدبلي الفاطمي