بارَتْ معارِفُنا
سَلوا الحُروفَ لِماذا شَابها القَتَمُ
ولمْ تَعُدْ تَخْطو بها القَدَمُ
جَفّتْ مناجِمُها علْماً ومَعْرِفَةً
والكُلُّ بالوَهَنِ المَعْلومِ مُتّهَمُ
بارتْ معارِفُنا قَلْْباً بِقالَبِها
والعَرْضُ أفْلَسَ والقِرْطاسُ والقَلَمُ
شابتْ حُروفُ لِسانِ الضّادِ حينَ غدَتْ
يَتيمَةً بِفِراق الأهْلِ تَتّسِمُ
فَهَلْ سَمِعْتَ بِقوْمٍ شُلَّ مَنْطِقُهُمْ
فأصْبَحوا أُمّةً للجَهْلِ تَحْتَكِمُ
سِحْرُ الحُروفِ بهِ الأْقْلامُ تَرْتَفِعُ
إنّ الطُّيورَ على أشْكالِها تَقَعُ
تأوي العُقولِ إلى المَيْدانِ مُفْعَمَةً
بروحِ عَزْمٍ فُويْقَ الجِدِّ يرْتَفِعُ
عَيْناهُ عَيْنٌ واليدانِ يدٌ
والخَطْوَ عبَرَ طُموحِ المَرْءِ يَتّسِعُ
لا دَرْبَ للحَرفِ في مَسْعاهُ يَسْلُكُهُ
إلا الذي بِهُداهُ النّاسُ تَنْتَفِعُ
تَصْحو المَدارِكُ بالأقْلامِ إنْ عَزَمَتْ
والعَكْسُ يَحْصُلُ إنْ أودى بها الجَشَعُ
محمد الدبلي الفاطمي