سبيل العلا
حَدِّدْ سَبِيلَ العُلَا وَاجْعَلْ لَهُ سَبَبًا
وَاتْرُكْ لِمَيْسَرَةٍ مَا خَبَّأَ الصَّدْرُ
فَكُلُّ أمْنِيَةٍ بِالجِدِّ تَبْلُغُهَا
وَكُلُّ ضَائقَةٍ مِفْتَاحُهَا الصَّبْرُ
كَمْ أَهْلَكَ الحَتْفُ قَبْلَ اليَوْمِ منْ أمَمٍ
وَكَمْ تَفَنَّنَ فِي إبْدَاعِهِ الدَّهْرُ
وَهَلْ يعـودُ إلَى عَهْدِ الصِّبَا هَرِمٌ؟
وَهَلْ يُعَافَى إذَا مَا اسْتَنْفَذَ العُمْر؟
حَبْلُ الأنَامِ غُرُورُ النّفْسِ يَقْطَعُهُ
وَحَبْلُ رَبًِكَ مِنْ أسْرَارِهِ الجَبْرُ
ذُو الأصْلِ دَائرَةُ الأخْلَاقِ تَحْكُمُهُ
وَنَاكِرُ العُرْفِ مِنْ عَادَاتِهِ الغَدْرُ
يَا جَاعِلَ النّفْسِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا
طَهًِرْ ثِيَابَكَ مِمَّا خَلَّفَ الكِبْرُ
وسَلْ نُفُوسًا مِنَ الأسْقَامِ هَلْ سَلِمَتْ؟
وَسَلْ أهَالِي التُّقَى هَلْ خَانَهُمْ ذِّكْرُ؟
إنّ العُلُومَ شّـمُوسٌ يُسْتَضَاءُ بِهَا
وَمَنْبَعُ النُّورِ فِي عِزِّ الدُّجَى البَدْرُ
بقلمي : عماد فاضل( س. ح)
البلد : الجزائر