recent
أخبار ساخنة

كهف الوجود كتاب يجود ...... للأستاذ. بديع عاصم الزمان

الحجم
كهفُ الوجودِ: كتابٌ يَجودُ

كلامُ الإلهِ بحارٌ تُفيضُ،
وأنهرُ نورٍ تَجودُ الصفاءَ.
وفي الحرفِ سِرٌّ يُجلِّي المعاني،
كأنَّ الحروفَ شُعاعُ الضياءَ.

تُطالعُ عينايَ سِفرًا جليلًا،
تنوِّرُه حكمةٌ لا تُجارى.
فلا تكُ عن نوره مُدبِرًا،
ففيه البصيرةُ، فيه السَّناءُ.

فنورُ الصلاحِ شُعاعٌ يَسودُ،
وفيه تحيا النفوسُ نقاءً.
وأمَّا اليقينُ، فينسابُ عِطرًا،
يَضوعُ بأنفاسِ روحٍ صفاءَ.

فقد يخدعُ العينَ وَهمُ الظلامِ،
ويُخفى اليقينُ بليلٍ طَويلِ.
وفي النَّاسِ سِرٌّ، كذاكَ العُيونُ،
تُريكَ الوجودَ، وهي لا تَنظرُ.

قرأتُ سطورًا، وجدتُ النُّجومَ
تُشيرُ إلى سِرِّ هذي الحياةِ.
فليلُ البصائرِ سِترٌ عميقٌ،
يُخفي الخَفايا، ويَبدي الثَّباتَ.

ففجرُ الحقيقةِ وعدٌ جميلٌ،
ولكنَّه لا يُضيءُ الدُّروبَ
إلا لِقلبٍ صَبورٍ وَثيقٍ،
يُزكِّي اليقينَ، ويَهوى الكُروبَ.

ففي العدلِ ميزانُ حقٍّ خَفيٌّ،
يُقيمُ المدى، ويَزِنُ الزمانا.
وفي الظلمِ نقصٌ، كسَطرٍ سقيمٍ،
تلوَّنَ زُورًا، فما كان بيانا.

أما المحبةُ، فظلٌّ خَفيٌّ،
يُرى حينَ تُطفَأُ أضواءُ ذاتي.
وحينَ تَفيضُ الدُّموعُ صَفاءً،
ويُمحى الهوى، يَتجلَّى نِدائي.

فقرأتُ سطورًا، وما زلتُ أقرأُ،
أفتِّشُ فيها عن المستَحيلِ.
كأنِّي أُبحرُ في لُجَّةِ الحرفِ،
كأنَّ المَدى عاصفٌ في سَبيلِي.

وفي آخِرِ السِّفرِ، حيثُ النَّهارُ،
تجلَّى النُّورُ، وأشرقَ دَربِي.
فناديتُ: "سبحانَ من لا شريكَ لهُ"،
بهِ يستقيمُ الضِّياءُ بقلبي.

— بديع عاصم الزمان
google-playkhamsatmostaqltradent