-
.
.....مرآةُ الغيبِ
توقيع: بديع عاصم الزمان
أنا السائلُ المضيَّعُ في يقيني
أُطيلُ النبشَ في لُغزٍ دفينِ
أقلبُ كلَّ أوراقِ الزمانِ
وأرصدُ كلَّ ظلٍّ للحنينِ
رأيتُ مرآتي ولم أرَني،
وفي وجهي تجلّى الغيمُ عن زمني،
كأنّي كنتُ أعرفني، ولكنْ
تخفّى الوحيُ في لغتي وفي علني.
أنا المجهولُ، إلا من يقيني،
أنا المعلومُ في سرٍّ بلا ثمنِ،
أنا من كنتُ أشهقُ من الشكِّ الجليلِ
إلى سُنى الحُسنِ في أعماقِ الزمنِ.
أقولُ: قلبٌ يهيمُ بأسرارِه،
ويعيدُ الحلمَ في صمتٍ بلا فتنةٍ،
يُكلّمني الزمانُ بكلّ طيفٍ،
ويخفي عنّي المعنى في الظّنونِ.
ولي قلبٌ يؤرّقُني بصدقٍ،
كأنّ اللهَ أسرجَهُ لمنتدني،
أُكابرُ كي أرى برهانَ أمري،
فليسَ البرهانُ إلا في الوَهَنِ.
عرفتُ… وليلةُ الإصلاحِ جهرٌ
لصوتٍ في الضميرِ بلا كفنِ،
وقد خفيَ السبيلُ عليَّ حتّى
كأنّي في النبوءةِ من سكني.
أيا مرآةَ غيبي، هل تريني؟
أمِ اسمي لا يزالُ على الدُّجى سكني؟
إذا جاءَ النداءُ، فأيّ نورٍ
سيسبقُني إلى ذاتي، ويُعلني؟
.