عنوان: نهرُ السؤال
توقيع: بديع عاصم الزمان
نهرُ السؤال
سائلٌ، يشقُّ الروحَ، والعينانِ ترْ
تلُ كالغريبِ على ضفافِ اليُتَمِ
تلُقي الأناشيدَ التي حملَتْ أسىً
وتذوبُ في وجدِ الحنينِ المُلهمِ
عيناهُ تبحثُ في السؤالِ، كأنّها
تستلُّ من صمتِ اليقينِ المبهمِ
والقولُ يرتفعُ الكريمُ جوابُهُ
في حضرةِ الرحماتِ، غيرِ مُترجِمِ
قد كرَّمَ اللهُ اليتيمَ، وكم دعا
للجائعِ المسكينِ دونَ تبرُّمِ
والليلُ إذ سجّى، تُقابلهُ الضحى
قسْمانِ من سرِّ النهارِ المُقسَمِ
وجبَ الشُكُورُ، إذا استفاقَ بداخلٍ
نورُ اليقينِ على حروفِ التُهمِ
فاللهُ لا يُدعى القهارُ لِمَن سعى
قهرًا، وأغرقَ في الطغاةِ تجلُّمِ
فاللهُ لا يُدعى لمنْ قد سامَنا
قهرًا، وزادَ على الجراحِ بتَجْهُمِ
فاللهُ يُدعى من أطاعَ نداءَهُ،
لا منْ غوى في نهرِ غيٍّ مُظلِمِ
والنهرُ يسألُ، هل تُجيدُ مجازَنا؟
أم كنتَ تمشي فوقَ ظهرِ الترجُمِ؟