مرايا الحرفة... أنفاسُ المغرب
بقلم:
بديع عاصم الزمان
---
شطارةٌ في الكفِّ، فيها مهرةٌ
وعلى المدى تسري الحِرَفْ كعبارةِ
أسفي، يداها من خزفْ وحنانةٌ
تنسابُ في طينِ الجمالِ بشارةِ
زهرٌ على الجدرانِ يشهدُ سحرَها
والنقشُ نايٌ من ندى المهارةِ
فاسٌ، تُؤرّخُ بالفسيفساءِ الندى
أبيضْ وأزرقْ، من لُجينِ الحضارةِ
في كلِّ ركنٍ حِكمةٌ مزخرفةٌ
تسري بظلِّ الخطِّ مثلَ منارةِ
ومكناسُ أرجوانُها قد أرّخَتْ
أنفاسَ فخرٍ في خزافِ العِمارةِ
ألوانُها ترقى، كأنّ زخارفًا
من روحِ أنفاسِ الزمانِ الغبارةِ
مراكشُ الكبرى، بنقشٍ ناعمٍ،
تحكي تراثًا من يديْ زهّارةِ
في سوقِ فنٍّ كلّ حرفٍ آيةٌ
والبيعُ عِلمٌ، لا دروبُ خسارةِ
أزاميلُها، نيرانُها، صبرُ المدى،
فنُّ المعادنِ، حِكمةُ الحفّارةِ
نحاسُها، فضّتُها، جلدٌ بهِ،
أسرارُ شعبٍ، والمرايا شفارةِ
والرباطُ، تاجُ المملكةْ، بسِنا
فضّيّها، ومطرّزاتُ الإمارةِ
جامعُ الفنا، من طنجةٍ لصدى
كلِّ الصناعاتِ، المدى والمنارةِ
وطنٌ يُحوكُ الروحَ في أنوالِهِ،
من صوفِ حبٍّ أو حريرِ المهارةِ
فامشِ الهوينى بين زُقاقِ ترابِهِ،
تلقى البهاءَ، ويبتسمْ فيك دارهْ
.