فرس جَموح
ايها العُرب ، يا جواري
هل من اَحَد منكم راَى فرسي ؟
اُخاطبكم ، فلما هذا التجافي ؟
اناشدكم ، فهل من مستمع صاغي
لقد اَفَلتِ الشمس ، ولم تعد جَموحتي
يا سادة ،يا خِلتي
اتنين وأربعين ومِئتين رقمها الأولي
وثلاثمئة وتمانية وثلاثون كرقم ثاني
هي سفيري داخل مكاني وخارجي
ارجوكم سكان مَدار قبيلتي
يا عِزوتي وعَصَبيتي
اريد جوابا منكم ، فَرَمادِيَتُكم تثقل خيبتي
ومتاهات صمتكم قاتلي
لقد تاَخرت فرسي
هي صوتي وصمتي
ارادوا تهجيرها وتمزيقها عن باقي صفحاتي
اين غَرَبت عليك الشمس يا فرسي؟
فلا اثر لك يا قرة عيني
فانا لا أعلم ،اَن كان لك اعداء حبيبتي
فانت ضيائي
ونور عيني
انت قمري ووقت اَصيلي
قبيلتي
والرمح الذي اطعن به الوُحوش وكل فلواتي
بحتث عنك في المروج وفي الروابي
وفي قمم الجبال والضواحي
انت محيطي وركيزة خيمتي
فرسي وكياني
شروقي
وغروبي
دمي وعروبتي
ابوس على ايديكم رجال قبيلتي
ففرسي حياتي
وعمق زوارق محيطي
نخوتي التي ارفع بها راسي
كل الخيول عادت الا فرسي
اين انت يا صومعتي ؟
يا محرابي
يا قصيدتي وقافيتي
يا حروف خطابي وزوارق دجلة وفُراتي
انت حَصَانة عُمقي واَعماقي
يا فردا سابعا من عائلتي
انت اَسهم تجارتي
وكل أرباح صفقاتي
يا سكان قبيلتي ، مَن منكم شاهد فرسي ؟
اخاطب فيكم وعيكم الثقافي
اُقاسِمها معيشتي
وكل قمح سنابلي
فهي كُل كُلي
هي الجمال وعِزتي
أعز ما عندي في الدنى سرج جموحتي
تحاورني بعينيها فهي تسمع وتصغي
بِاُدنيها تكلمني فتشتكي وتفهمني
فابنة مالك تعرفها ،وابن شداد العبسي
لست بعيدا عنها وليست بعيدة عني
هي قطعة مني وانا قطعة منها
هي وحدة نفسيتي
وهي رمز موضوعيتي
وعضويتي
اِن لم تعد فسافقد ارضي وتربتي
ومن خلالها ثقافتي
وهذا قسما لهو الجرح العميق لروحي
عندها تموت الكرامة وصراطكم السياسي
فتعسا لكل من له آنذاك صفة ثقافي
ويحكم يا عُرب ،اين العدل وحق فرسي ؟
فمعالمها واضحة ، كَدُسُر كل لَوح خشبي
كسفينة نوح عليه افضل الصلات وسلامي
فلا عجب من اشفاقي واستغرابي
تعرفون كرومر اكثر من فرسي
من هارون الرشيد ، ومن الوليد خالدي
مهزلة المهازل ، فيا ويح شعري
ففرسي نافدتي
وعمق زوارق محيطي
نخوتي التي ارفع بها راسي
كل الخيول عادت الا فرسي
اين انت يا نواقيص كل دير رباني ؟
اُطِل من خلالها على كل فكر كوني
اِن فقدتها فساكون غريبا خارج مكاني
والامر يهمكم ايضا يا معشر مَعِيتي
وااسفي ،لقد ابيضت عيناي من كثرة دموعي
ابوس الارض، فلا احد غيرها يُداري
فلا احدا منكم يشعر بما بي
اشد على ايديكم يا قوتي
أناديكم يا دم عروقي
أياديكم يا اصوات يَراعي
دفء قلبي اُعطيكم ، ويمامتي
فرسي نهاري ونور كلامي
هي من صانت العشب الاخضر اِبان خريفي
علمتني ان الأصالة تقوى على مواجهة التفاني
هي التي تغنى بها الشعراء قبلي
أقبلي يا فرسي عليّ فإنت الأمان وسكني
وهما خصلتان بَعدتا حيت زماني
جلوس ساعة اُنسِِ معها يُنسيني
كَدي تعبي ونَصبي .
عيناها بدر منير في حُلكة ليل العرب والليالي
صديقتي التي تنسيني وحشة زمن عَربي
فوالله لا مثلك خاذلي
كما خذلني من هم الصفوة في اعتقادي
فمثلي لا يقوى على بعدك ،اَي فرسي
فانت سندي في زمن سادت فيه الضواري
هي من حملت المياه لمن حفر قبور اسلافي
كميت عنترة يعرف مكانة نَجمتي
والخيل والليل وبيداء المتنبي
يعرفنها ، فهي قرطاسي وقلمي
وشجر الاَرزِ ،يعشقها وكل اَصيلِِ يماني
داع صيتها من المحيط الى الخليج العربي
صهيلها دواء لكل من به سقم عَصِي
فهي ياقوتتي وسيفي وغمدي
انفاسها بلسم لكل ضرير مُتَضَرري
تعيد البسمة لمن غاب عنه الفرح وعاش شقِي
دموعي سالت على خدي
فيا لِحضي اِن تعرضت لِاَدى وَحْشِي
او اصابها مكروه جَسَدي
او طعنها حاقِد غَدرا بسلاح يُدمي
او لربما اخدتها على حين غرة ذئاب ضواري
اِن وقع لها مكروه فلن اسامح ذاتي وغيري
اٌنَئِذ سافقد صوابي
وساَحرق الدنيا وكل اٌبار البطرول وكل غازي
ساٌكل لحم مغتصب فرسي
سارشُق مَن عَرٌَضَها للخطر بكل عُدتي وعتادي
ولا ، ولن ابالي
لهيب قوتي سيشعل النار عن يميني وشمالي
فرسي رمز نُبلي ورفيق شجاعتي
فرسي هويتي
وعِز أجيال وتاريخ امجادي
سلام لمن مَد يده لمصافحتي
نار مُحرقة لمن اراد طمس هويتي
فرسي حريتي
زينتي
ورموش اعيني
دهماء مفتون بها فؤادي
معزتها في عمق اعماقي
الله غالب
عبدالسلام