✦ عَنانُ السَّماءِ ✦
✒️ بديع عاصم الزمان
عَنانُ السَّماءِ كواكبٌ، شموسُها
تَهدي الخطى، والأرضُ فيها تحتضرْ
وفيها نداءُ النورِ يُلقي سرَّهُ،
فهلْ قد رضينا الدونَ؟ أمْ جاءَ العُذُرْ؟
أراضَ الإلهُ؟ أمْ غفلنا سُدًى،
وجئنا الغبارَ نُقيمُهُ عنْ كلِّ درْ؟
تركنا العُلا، واخترْنَ ظِلَّ رمالِنا،
فلا المجدُ يُهدى مَن أرادَ، ولا الظفرْ
فلا عَنانٌ سوى لخيلِ مجاهِدٍ،
إذا الحربُ دارتْ، واللقاءُ بهِ قَدَرْ
ولا عَنانَ سوى نبيٍّ مُلهَمٍ،
سليمانُ... قد سخَّرَ الريحَ وسُخِّرْ
لهُ السماءُ مطيّةٌ في سعيهِ،
وفي الأرضِ ظلٌّ للخُطى، إذْ ما استقرْ
ومنْ لمْ يُجاهدْ في طريقِ النجْمِ،
تَعلّقَ بالرّملِ المُبَعثَرِ، وانحدرْ
كما العلمُ يتبعُ نورهُ من ربّهِ،
ويهدي العقولَ، إذا بدا نُورُ البصرْ
فإنْ كانَ عَنانُ السماءِ عُلوَّنا،
ففي العلمِ سرُّ ارتقاءٍ للبشرْ
ومنْ لم يُطِلْ في المُحكَماتِ تأمّلاً،
رَضِيَ الصورَ… واستأنسَ الظلَّ الخَطَرْ
.