" في جباه الغدر "
طَعَنَ الوَفَاءَ فَأَحْزَنَ الخِلَّانَا
وَبَنَىٰ عَلَى غدِّرِ الزمانِ بيانا
مَا كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ غَدْرَ فِعَالِهِ
نَارٌ تَعُودُ عَلَى الخَؤُونِ هَوَانَا
كَمْ صَافَحَ الوَهْمَ المُزَيَّنَ بِاسْمِهِ
زَيْفٌ يُضِلٌّ وَ يَفْجعُ الإِنْسَانَا
لَا خَيْرَ فِي وُدٍّ تَضِيعُ عُهُودُهُ
نَقْضُ العهودِ سيهدمُ البنيانا
إِنَّ الخِيَانَةَ طَعْنَةٌ مَسْمُومَةٌ
سَتُميتُ مَنْ سلكَ الدروبَ رِعَـانَا
تَهْوِي القُلُوبُ إِذَا تَهَاوَى صِدْقُهَا
وَتَهِدُّ أَرْكَانُ الثِّقَاتِ كِيَانَا
لَا يَسْتَوِي حُرٌّ يَصُونُ عُهُودَهُ
مَعَ مَنْ يَخُونُ وَيَطْلُبُ الأَثْمَانَا
فَالصِّدْقُ مِيزَانُ الأنامِ مُوَثَّقٌ
وَالكَذِبُ عَارٌ يثقل الوجدانا
طَعْنُ القُلُوبِ مِنَ القَرِيبِ خِيَانَةٌ
أَمْضَى الطعون وتشغل الاذهانا
بَعْضُ الوُجُوهِ إِذَا تَبَسَّمَ ثَغْرُهَا
تَسْعَى لِغَدْرٍ ينكر العرفانا
مَا أَصْعَبَ النَّفْسَ الَّتِي إِنْ خُنَّهَا
تُدْمِي القُلُوبَ وَتَزرعُ الأحزانا
إِنَّ الَّذِي قَدْ خَانَ عَهْدَ ضَمِيرِهِ
يسعى لعَارٍ يقطعُ الأزمانا
سَنَخُطُّ إسْمَ الصَّادِقِينَ لِأَنَّهُمْ
جَعَلُوا الوَفَاءَ شَرِيعَةً وَضمانَا
مَا مَاتَ عَهْدٌ صَانَهُ أَهْلُ التُّقَىٰ
لَكِنْ يَمُوتُ خُؤُونهُ خَسْرانا
مَنْ خَانَ عَهْدَ اللَّهِ خَانَ عِبَادَهُ
وَقَدِ اسْتباح الدِّينَ والأوطانا
تَمْضِي اللَّيَالِي وَالخِيَانَةُ وَصْمَةٌ
تَبْقَى وَلَوْ لَبِسَ الخَؤُونُ جِنَانَا
فَالْحَقُّ إِنْ طَالَ الغِيَاب لَظَاهِرٌ
مِثْلَ الصَّبَاحِ إِذَا أَزَاحَ دُخَانَا
وَالعَهْدُ إِنْ فَقَدَ المُرُوءَةَ وَالتُّقَى
صَارَ الكَلَامُ منافقاً وَجَبَانا
طُوبَى لِمَنْ جَعَلَ الأَمَانَةَ مَذْهَبًا
وَمَشَى عَلَى دَرْبِ الوَفَاءِ مُصَانَا
بقلم : سوريانا