العائدون من شأنك عادوا كلهم مصابون
بالشعر ،
غارقون في الدمع و التمرد ،
يغشاهم عبير ريحان نزل يوما
من حدائق السماء ،
ذاهلون عن كل حسن في الدنيا
إلا حسنك المرصع بشكر الأبد ،
مباركة أنت يا عريقة ،
كأنما بناك ملاك على كف آية ،
و أحاطك بأسوار تسترخي على أكتاف
الرسالات ،
ثم أوصى بك العشق هياما ،
و نصب اسمك على عرش الوله
إماما ،
ما زارك التاريخ يوما ،
إلا و عاد منك مبتهجا بك حفيا ،
يحمل في صلبه مجدا و نبيا ،
يقول الصدى ،
هل جلست مثلي فجرا أنت و الصلاة
على ضفاف البريد ،
تنتظر نبأ عن فردوس على هيئة مدينة ... ؟!
سلامها في دمعها
و دمعها كوثر ينهمر من أنهار السكينة ،
رد وتيني و هو يجهش بالتعلق ،
بلى ،
منذ أول عهد بعجابها لم أبرح
مشارف اسمها لا في الحقيقة
و لا في الأحلام ،
كم حدثتها وحيدا في هزيع الليل
الأخير و القصائد نيام ،
مصاب أنا بها في معشق مكين ،
عليها و على شوارعها السلام ،
يا طير كنعان ،
خذي رشفة عز من عمق طبرية ،
و طيري إلى أروع حاضرة قد يفتن بها إنسان ،
يا طير كنعان ،
نادي لي قدسا قبل أن يدرك الحمد
العنان ،
ثم قولي لها... عمت عزا يا أخت الإمتنان ....
الطيب عامر / الجزائر...