لغة الضاد
لغةُ الضادِ جاءتْ من فجرِ باديَةٍ
حينَ الحروفُ على رملِ الزمانِ نَمَتْ
قبلَ الرسالةِ كانتْ شمسُها قَمَرًا
يُهدي القبائلَ معنى القولِ إن صَمَتَتْ
في سوقِ عكاظَ كان الشعرُ مملكةً
واللفظُ عرشًا، وراياتُ البيانِ عَلَتْ
هُناكَ كان امرؤُ القيسِ يُصافحُها
وزهيرٌ يسكبُ الحكمةَ إن نطقَتْ
صحراءُ تُنصتُ… والآفاقُ شاهدةٌ
والريحُ تحفظُ ما قالوهُ إن ذهَبَتْ
حتى إذا نزلَ القرآنُ مُعجِزَهُ
خرَّ البيانُ، وأيقنَتِ الفِكَرُ
لغةٌ تطيّبَ بالتنزيلِ مسكنُها
فاستقرتْ آيةً، واستقامَ السَّحَرُ
فيها البدايةُ، ميلادُ الحروفِ إذا
أرادَ ربُّ الحِكَمِ أن يُخلِّدَ الأثَرُ
فيها النبوءةُ، فيها الوعدُ مُتَّقِدٌ
وفي حروفِها للروحِ مُدَّخَرُ
يا لغةَ الضادِ، يا شمسَ الصحراءِ إذا
لاحَ الجمالُ، وخشعتْ عندهُ البَشَرُ
في يومِكِ العالميِّ نرفعُ الهُدى
ونكتبُ المجدَ: هذا الضادُ مُنتصِرُ
بقلمي " هدى أحمد شوكت
مصر