أدركَهُ اليأسُ.. وبدأ بحثه
من الصفر
من خارجَ العقلِ والفكر..
خارج التاريخ والجغرافيا يحلم،
يبحث عن هدوءٍ ونعيمٍ
ومُستقرِّ
باحثاً عن عالمٍ ليس فيه قهرُ
لا فكاكَ يا رفيقي لا فكاك
دونهما يستحيل الأمرُ
فلا مجال خارجهما ولا فكاك
ولا مفرُّ
الزمان والمكان أسيران لهما
وفيهما ينطبعُ الأثرُ
والخيرُ والشرُّ
في التاريخ والجغرافيا
تتشكلُ الأوطانُ والأحلام،
وبين يديهما تبرزُ الأمجاد
وتتغيرُ الأحوال،
وتنتقلُ من حالٍ إلى حال
دونما مستقرِّ
العواصفُ والرياح فيهما
والبراكين تثورُ،
وفيهما تتشكلُ قشرةُ الأرض
بما على محياها من رحابة
وسمات،
وبالزلازل والرواسب
وبالتراكم والتعري
وفيهما الطغيان يربو
ويتغولُ
ويتزلزلُ ويخِرُّ
بقضاء الشعوب يزولُ
ويتشكلُ كلما دان له الأمرُ
والعهودٌ الجديدةٌ تُدشنُ
والمعالمٌ الجديدة، والأقدارٌ
تتشكلُ
وتهلُّ البشائرُ والنُذْرُ
لا فكاكَ منهما ولا مفرُّ..
طالما هنالك ولادة وموت
وحركات اجتماعية وضرورات
تحرُّرِ
واختلال موازين
وطبقات وغنى وفقرِ
لا فكاكَ ولا مفرُّ..
فإما اللحاق بقطاريهما
وبلوغ ذرى المجد
وإما المغادرة
وليس من وسيلة عداهما
سوى القبرُ
أو أن يحين أوان المستعرِّ
ما سيغني معاً؛ عن التحررِ
وعن القبرِ.
.
عبد العزيز دغيش، في ديسمبر ٢٠٢٥ م