اليَتِـيـمَةُ.
كَمْ جَارَتِ الدُّنْيَا فَخَانَتْ أَهْلَهَا
وكَـمْ رَمَتْ فِي الهَاوِيَاتِ قَبْلَهَا
كَانَتْ فَـتَـاةً فِي صِوَانٍ عِرْضُهَا
لَا يَـعْرِف الـجِيـرَانُ بِنْـتًا مِثْـلَهَا
فَـأَصْـبَــحَـتْ وَضِـيــعَـةً ذَلِـيـلَــةً
تَمْشِي فَيَسْرِي الهَمُّ دَوْمًا حَوْلَهَا
جَنَى عَلَـيْـهَا فِي الـحَـيَاةِ فَـقْرُهَا
والحُسْنُ زَادَ الطِّينَ بَلًّا، وَيْلَهَا
مَاذَا، تُرَى، أَنْ تَسْتَطِيعَ فِعْلَهُ
الفَقْـرُ، والفُسَّـاقُ الْتَفُّوا حَوْلَهَا
إِنْ أَضْـرَبَتْ فَلَمْ تُغَادِرْ كُوخَهَا
لِلسَّعْيِ، جَاعَتْ يَوْمَـهَا ولَيْلَـهَا
وإِنْ سَعَتْ، تَعَـرَّضَتْ جِـهَارَةً
لِلْغَمْزِ، والتَّكْشِيرُ يُغْرِي مَيْلَهَا
يَـتِـيـمَةٌ، لَا مَنْ يُكِـفُّ دَمْـعَـهَا
غَرِيبَةٌ، لَا مَنْ يُغِيثُ مِثْلَهَـا...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)