علقمٌ و دُهاق
كنتُ في شكٍ بأنهُ إقتربَ ميقاتُ الفراق ..
فراقٌ بيننا ظالمٌ و إنشِقاق
فراقٌ تجنى عليَّ بالنفاق ..
يتلاعبُ بأحاسيسي و يطربُ مسمعي بحجةِ الإشتياق ..
وكلماتٍ كانت تجذبني بلوعةِ الأشواق ..
وأغشى بصيرتي بعباراتٍ ليَّ تُراق ..
ما إنتابني شكٌ سيجعلُ روحي في زُهاق ..
سهمُ غدرهِ أصابني في غفلةٍ جعلني في رُهاق ..
لستُ بميتةٍ لكنَ الموتَ أقلُ وطئةٍ من العِتاق ..
ما نسيتُ غدرَ عاشقٍ كانَ نماق ..
أصابَ قلبي بجرحٍ عميقٍ و فُتاق ..
و سقاني مرُّ الكأسِ علقماً و دُهاق ..
ما نابني منهُ إلا سمٌ زُعافٌ خناق و أخفى عني الترياق ..
تكشفَ الغمامُ عن ناظريا و هذا لهُ ما كانَ يُراق ..
يدفنُ رأسهُ كالنَعامةِ في الرملِ و يظنُ نفسهُ الوقواق ..
ظننتُ حلوهُ رحيقاً لكنهُ مرُّ المذاق ..
تناسيتُ ذكرياتي معهُ و مزقتُ كلَّ الأوراق ..
وبتعدتُ عنهُ بملءِ إرادَتي رؤيا الخائنُ لا تطاق ..
وأسدلتُ على قصتنا سبعٍ من الستائرِ طِباق ..
ها أنا هنا لا لعشقٍ .. لا لغدرٍ ونفاقٍ ثُمَ شقاق ..
سأجولُ السماءَ بعنفوانٍ وكبرياءٍ وأكتشفُ الآفاق ..
وأقطفُ نجوماً و كأني ممتطيةٌ للبُراق ..
العشقُ لا يؤخذُ عنوةً بل العشقُ يَزهو بالإتفاق ..
لنْ أسترخصَ دمعي ليستْ سيلٌ دفاق ..
لا أُريدكَ في نظري قزماً أُريدكَ في حبي عملاق ..
سأوهبُ قلبي لمنْ يكونُ للصدقِ سباق ..
جمالُ الغرامِ تنشِدهُ مكارمَ الأخلاق ..
العشقُ باتَ صدفةً لا يباعُ في الأسواق ..
العشقُ نعمةٌ تحلو بالوِفاق و العناق ..
الحبُ هبةُ الخالقِ لكلِّ طاهرٍ مُشتاق ..