مريم العذراء
يا مريمَ الطهرِ يا رمزَ السماواتِ
يا زهرةَ النورِ في عمقِ الظلماتِ
اصطفاكِ اللهُ من بينِ العابداتِ
وخصَّكِ بالعفافِ والرحماتِ
دخلَ زكريا المحرابَ مستبشراً
فرآكِ بينَ الأرزاقِ مبهوراً
قال: يا مريمُ، أنى لكِ هذا؟
قالتْ: من عندِ ربي رزقاً موفوراً
وما كنتَ يا نبيَّ اللهِ شاهداً
إذا القرعةُ سارتْ بينَ القلوبِ متسائلاً
أيُّهم يكفلُ الطهرَ المكرمةَ
فاللهُ اختارَها أمًّا وأهلاً
بُشرتِ بالغلامِ دونَ مساسِ بشرٍ
فقلتِ: كيفَ؟ وعقلي في حيرةِ أمرٍ
قال المليكُ: كلمتي نافذةٌ
كن فيكونُ بأمرِ ربِّ القدرِ
وجاءكِ المخاضُ تحتَ النخلةِ الوارفة
فقلتِ: يا ليتَني كنتُ نسياً ساهية
لكنَّ صوتَ الرحمةِ جاءَ مواسياً
هزّي الجذعَ، ترينَ الرطبَ صافياً
حملتيه يا مريمَ بينَ أحضانِكِ
إلى مصرَ هرباً من بطشِ حكّامكِ
حماكِ اللهُ من كيدِ الظالمينَ
وجعلَ الحقَّ فوقَ الباطلِ غالباً
أشرتِ إليهِ فتكلمَ في المهدِ ناطقاً
قال: إني عبدُ اللهِ، للناسِ صادقاً
برأكِ اللهُ من كذبِ المريبينَ
وجعلكِ فوقَ نساءِ العالمينَ
يا مريمَ، يا نبراسَ القداسةِ والضياء
يا من أضاءت بوجهِها أرضَ السماءِ
ستبقى قصتُكِ رمزاً للحياةِ
وشهادةً على طهارةِ النساءِ والأولياءِ
بقلم " اختكم في الله
هدي شوكت
