الإطار و الصورة ...
في زاوية دافئة من الإطار كانت تختفي صورة
كانت في ركن ركين من الذاكرة محفورة
ثم عفت الصورة و بقي الإطار نظيفا
الفصل كان خريفا
و الطقس صقيعا رذاذا خفيفا
و العمر ثلاثين و نيفا
العصافير بأجنحتها تصدر رفيفا
تحط على أفنان الأشجار فتسمع للأوراق حفيفا
كان الحادث زمانها حادثا مخيفا
حمولة من مشاعر الحب زائدة عن القانون
و ضباب يعشي العيون
و سير في الطريق المعاكس بسرعة الحصان السابح
و فقدان السيطرة على المكابح
و الإصطدام كان عن عنيفا ...
خلف للقلب بلبلة
و للقفص الصدري زلزلة
و للذاكرة ململة
قال الطبيب في قسم الإنعاش
إن الغيبوبة ستطول
لن يستعيد مريضكم وعيه حتى بعد أعوام
و من ألطاف القدر أنه بقي على قيد الحياة
فكل من شهد الاصطدام
عده ميتا من الأموات
و قال يستحيل أن تكتب له النجاة
ميت حي ، حي ميت
قضى السنوات
أمير نائم يحلم بأميرة الأميرات
تزوره و تداوم على الزيارات
أميرة بفستان مقصب
و أمير على حصان فارسها ، لعيونه معصب
يحملها بين راحتيه ، طفلة بجديلتها كفها مخضب
و عيونها لا تكذب
تكتب أروع قصص الحب
في صورة غادرت الإطار المخشب
عفت لكن أثرها لا زال شعرا يكتب ...
صابر بان ( تونس )