عن اللّيل ماذا يقولون؟
يقولون: سكينة وارتياح
بضوع روائح النّفوس تتعطر، وتبتّل
المتعبّدين
وأنا أقول:
اللّيل سكينته
تنبس بشفاه المحبّين
تثمل بروائح المشاعر النّقية
المكنونة في النّفوس الزّاخرة بالألحان
الشّجية
الممزوجة بعطر التّراب
هو بحر طويل لاساحل له
تتموّج أفكاره بين مدّ وزجر
رنين وأنين
يمدّ ذراعيه للسّماء
يستجدي منها النّجوم
لتكون مصابيحه في السّديم
يقولون:
هم غارقون في لجج الأحلام
يوجّهون الأسئلة إلى أعماقهم
حائرين متبرّمين
رؤاهم حبلى بالأماني... دون يقين
أقول:
أتراهم في بداية الدّرب...؟
أم أنّهم في نهايته يسيرون...؟
والماء لهم خرير؟ والّليل لهم صفير
يقولون:
الّليل فوق البحر موحش
أقول: بل هو الحضن الأمين
يقولون:
أين أنت؟
لعلّك لبست الغابات ثوباً
والأنهار عِقداً
واحتللت الطّبيعة رغم كلّ شيء
شتاء الأشجار... والثّلج
وسموم الصّيف والحرّ
والدّهر يسير... ببطء.... كأنّك فيه سفير
كوكبك من نار وسعير
شفقه ملتهب بلون حرائق الشّمس
بلون العطش الّذي يملأ العروق
بلون الحنين... إلى نبذِ عالم من الأنين
قلت:
يا للدّمار.. سأبحث عن الظّلال...
الباردة
رغم الهجير والرّمال والزّفير
سأطفئ الظمأ في العيون... والضّلوع
وأكوي الشّواهد البيضاء
في عتمة اللّيل....
وأبحر في صقيع المسافات اللامحدودة
أطارد المصير ...
والقيد العسير
يقولون:
غليلك يثير ينابيع... حتّى أضعت السّبيل
أقول:
فالأغنيات انتفضت من وهج الفراق
والشّوق.... والعناد ....والصدى البعيد
قلت:
أنا شاعرة القصيدة تولد
من أعماق روحها
تضيء في وحشة الليل الدّامس
تخرج خاليّة....
نقيّة من كلّ رذيلة متوّجة بالصّفاء
مرصّعة بالبيان... والبديع
تنفلت منّي مبحرة في رحلة عبر الأثير
فتكون قصيدة من دم ولحم
وأكون أنا بجنحيها أطير
أبتغي الحريّة شموسا تنير
الشاعرة والأديبة
زهرة بن عزوز