[[ لكَ أنْ تَتَخَيَّلْ ]] ..
أينَ سأُخَبِّئُكَ أفي صُنْدُوقِي؟!
أم بَيْنَ أشْعارِيَ
المَطْويَّةَ
في لُفافَاتٍ تحتَ الدُّثُرْ ..
أينَ أخبرنِي ..؟!
سأُخْفِي حَنِيْنِي
ِومحاكِمُ الشَّوقِ أدانَت في
غيابٍ قَدْ حَضَرْ ..
فكُلُّ المَرايا ذاتَ
اِنْعِكاساتٍ
وعلى وجهِ الحقِيْقَةِ
باتَتْ صُوَّرْ ..
وكُلُّ الزَّوايا الَّتِي
أَأْلَفُهَا
أضحى الظَّلامُ فيها
كالضِيَاءِ انْكَسَرْ ..
إذْ أنَّ عُيونَ
الدَّمْعِ
قد غطَّتْ ملامِحُنا
كغِربَالٍ يَفِيضُ
بِمَاءِ الكَدَرْ ..
فوجْهي أمْسَى مُقِيْمًا
على حالاتِهِ
كخَيالٍ باتَ يُناجِي
وهْمَ السَّفَرْ ..
فكم كانَ حُبُّنَا في
البَقَاءِ خندَقًا
وكانتِ الأيامُ تَدورُ
بينَ كَرٍّ وفَرْ ..
فلا أراجيحَ
ولا ضَحِكاتٍ
في بَهوِ مَنْزِلِنَا
ولا حتَّى سرابٍ يَجيءُ
بِضَيِّ الْقَمَرْ ..
فإن خبَّئُتُكَ تفضَّحَ السِّرُّ
وبانَتْ ملامِحِي
كصمتِ الليالي
وانكَشَفَ الخَبَرْ ..
فما عُدتَ لي مخدَعًا لأغْفُو
وما عُدتَ عِندِي
بِحقٍّ
سِوى بِضعُ أشعارٍ
بِها القلبُ
انْفَطَرْ ..
فلكَ أنْ تَتَخَيَّل
بأنِّي ..!!
لا زِلتُ أحتَفِلُ
بِلِقاءِنَا الأوَّل في
عِيدِ مِيلادِ السَّحَرْ ..
ولا زِلتُ أحتَفِظُ بِتلكَ الهَدَايا،
وبِقِنّينةِ العِطرِ الَّتِي
تَفوحُ بِذكرى
كَزَخِّ المَطَرْ ..
ولا زِلتُ أحتَفِظُ بِقُصَاصَاتٍ
كُنتُ أُلْصِقُها على
جُدرانِي
إذا نَعِسَ السَّهَرْ ..
كُلَّما تلمْلَمَ القلبُ بِأمْسِي
لِيَحتَسى المُرَّ
بِهجْسي
كَشَهدٍ يُراقُ على
ثغْرِ الزَّهَرْ ..
بقلمي المتواضع / أحمد سالم