recent
أخبار ساخنة

الدعاء علم تحقيق وتوفيق من الله القريب ..... للأستاذ. بديع عاصم الزمان

الحجم
الدعاء علم تحقيق وتوفيق
من الله القريب
بديع عاصم الزمان

دعوتُكَ ربّي، فماذا جرى؟
وهل يستقيمُ النِّداءُ هباء؟
ألم تَعِدِ السائلينَ عطاءً؟
فأينَ استجابتُكَ البيضاء؟

فقال: دعائي جوابٌ خفيٌّ،
يزرعُ فيكَ السَّبيلَ الطَّويلا
إذا كنتَ تبغي رِزقًا قُدُومًا،
فإني أُحْيي بِكَ المستحيلا

أُحرِّكُ فيكَ خُطى البحثِ سرًّا،
وأُوقدُ نارَ التَّرقُّبِ فيكَ
فتمضي تُقَلِّبُ وجهَ المَساعي،
وكُلُّ خطاكَ استجابةٌ فيكَ

فيا سائلي! لستُ ألقي العطايا
كمن يمنحُ الرِّزقَ دونَ الأسبابِ
ولكن أُفيضُ عليكَ الهُدى،
وأفتحُ فيكَ دُروبَ الشِّهابِ

إذا ما دَعوتَ، فإني أُجيبُكَ
بما هو أوسعُ مِنْ سُؤالكْ
أُهيِّئُ فيكَ احتياجَ الطَّريقِ،
لأهديكَ في آخرِ الأمرِ مالكْ

فلا تَحسبنَّ الدُّعاءَ يُجابُ
بفعلٍ يُرى في سُرورِ العيانِ
فقد يستجيبُ الخَفِيُّ، ولكنْ،
على مَدَياتِ النُّهى والكِيانِ

فإن كنتَ في حاجة المعلومة،
فاصبر على من يناولك إياها
ما هي إلا لحظة، يتغير القدر
 في سكونِ الساعة
حسب ما تبغي وتوفيقٌ يفتح
، أو تعجل فتفوتك المدى

لا تَسْتَعجل فتضيع،
فالقدَرُ يُرْسِلُ لحظاتٍ خفية
حينما تنتظر، يستجيب لك 
التوفيقُ في أروعِ صورة
في التروي تجد سرَّ الفتح، وفي
 التسرع تفوت الفرصة المبهجة

إن الزمن لحظةٌ، لكنها تحمل
 في طياتها الأسرار
وفي كل تأنيٍّ، تتفتح أبواب
 المعارف والأنوار

فتريث، وتأمل في المدى،
فما كان لك سيأتي بلا عجلةٍ
، فالصبر فيه نصرٌ وتوفيقٌ

بدايه
google-playkhamsatmostaqltradent