الإغريق لا يفهمون أساطيرهم ...
تعودت أن أبدأ بالتحلية قبل أن أغرف من الحياة
عندما أمرض ، كان أبي يوصيني بمجموعة من الأعشاب
و كانت أمي ، خوفا علي ، ترقيني بما تحفظ من دعوات
وبقدرة قادر كنت أرقى دروبي و أناطح السحاب
لم أكن أعي معنى للإفك ، و لا أفكر في من نسيت عقدها و فاتها الركب و الركاب
و لم يكن تعنيني حكايا الزباء ملكة تدمر كيف داستها الأقدام
و لم يكن يعنيني كيف زرقاء اليمامة ترى على بعد ثلاثة أيام
و لم يكن يعنيني لم قتلت جعدة زوجها الحسن
و لم يكن يعنيني كيف قتل عثمان و سقي نبيذا و خرج من جسده اللبن
و لم و لم ، كنت غرا ، كما الأطفال ، يرى صورته تنعكس في غيمه
كنت غرا يفزعه أن يرى نفسه يسقط في جب ، في حلمه
و بك التقيت ، دون سابق موعد ، صدفه
و فهمت كيف يلبس الغدر لبوس الحليه
و أنا العاشق المغرور بك ، بقيت ألعق لساني ، في حبك أغه
تقولين ، ذاك اللون الأسود أبيض ، ألا تبصره ، بل هو محلولك السواد ، يا عنوان المسره
تقولين ، غيرك ما رأت عيني ، أحببتك ، و عيوني مغمضه
أدني عيوني من عيونك ، فأرى صورتي مخزنة في بؤبؤك
و أقوم بعملية مسح و تنسيق ، فأصدق أني الوحيد في الصورة
و أستكين ، أريم في عيونك ، بردي برد اليقين ، تسكنين المحجرين ، كما عصفورة
أمشط ريش جناحين بأناملي ، أنت في عرفي أصدق أسطورة
أخاف الريح تنتف منك الزغب ، أخبئك في ، أضغط عليك ، اصير قلبي أحفورة
بداخلها تختبئين ، أزقق حكايا عشق و غرام ، و أعلمك كيف الحب يستحيل معك ديمومة و صيروره
من سيف لحظك ألعق الشهد لذقا عذقا ، و لم أكن أرى الدم من لساني تسيل خموره
و أنكرك و أنكر نفسي ، فأستحضر التاريخ ، أ حالي معك ، كحال الناقة " اتركوها إنها مأمورة "
و أفلت مني زمام شكيمتي ، أتبعك كما فرخ البط ، لا لباب لي ، لا عقل ، لا دابة يكبح جماحها ، يالي من أخسورة
أغشي على عيني ، لا أبصر غيك ، أنا الممسوس ، من يفك أسري فيك ، يا أيتها المنذورة
بي تتلاعبين ، تزينين حضورك معي ، و أنا المعمى عليه ، لا يفرغ من خديعة حتى يصدم بخديعة مكرورة
أحببتك إيروسا و فيليا
و في خديعتك كنت معي مغاليا
أقول : " إلى متى ، حتى متى ، تنكشف أمامي آيات كيدك ، و أبقيك ، و تبقين لامعة في الصورة
برغم الخدوش ، برغم الصدوع ، أحارب الكون من أجلك ، ألم نثار غدرك ، أنا المغرور اليقع مقهورا ، ليرفع راية أسطورة ...
صابر بان ( تونس )