✦ نُطق خلفٍ من وراء ألفٍ ✦
✒️ بديع عاصم الزمان
نطقَ خَلفٌ آخرٌ يحملُ الرسالةَ،
ويمشي في أثرٍ منْ طُولِ الخلافةِ.
ما حسبوهُ صوتًا منْ وراءِ ألفٍ،
ولا رأوهُ ظلًّا خارجَ الجماعةِ.
لكنَّهُ تكلَّم، فأزهَرَ الصدى،
وانصدعَ الصمتُ، وأشعلَ الضياءَ.
فيا ليتني كنتُ آخرَ الصفِّ محتسبًا،
لا أُشغِلُ الناسَ، بل أُصغي وأبتغي.
ضيائي منْ نورٍ تلألأَ قبلي،
مصابيحُ حفلٍ تُضيءُ في الخفاءِ.
فليسَ كلُّ منْ قدَّمَ تكلَّمَ بالحَقِّ،
ولا كلُّ منْ تأخَّرْ سكتَ عنِ البلاءِ.
في الختامِ تُختمُ الحِكمةُ بالوعي،
وفي الهامشِ تُكتَبُ نورُ النقاءِ.
✦ نُطقٌ منْ وراءِ ألفٍ... فأينَ الأوائل؟ ✦